حكايتنا
كان ياما كان….. يا سادة يا كرام….. من حوالي 60 عام…
في منطقة التبين بجنوب حلوان …قامت ثورة يوليو المجيدة ببناء قلعة صناعية كبيرة كانوا بيسموها مصنع المصانع، ده كان مصنع الحديد والصلب، وطبعا عشان المصنع يشتغل كان لازم يبقي فيه ناس بتشغله… وهنا أقامت الدولة مدينة الحديد والصلب …. وكانت في البداية عبارة عن جزيرة منعزلة ينقصها الكثير من الخدمات …. أقلها عشان أهلنا يشربوا شاي مظبوط كان لازم يجيبوا مياه من حلوان على بعد حوالي 15 كم…. وكان ده الحال بالنسبة للمدارس وكثير من لوازم المعيشة….
ورب ضارة نافعة” … على قد ما أهلنا كانوا بيعانوا من نقص الإمكانيات …. نشأ بينهم ترابط سحري واعتمادية متبادلة زي ما بيقول الكتاب … ومن هنا تم إنشاء كيان كان اسمه الرابطة… قام على الكيان ده العديد من الرواد الأوائل بشكل تطوعي … وقدروا بالتعاون مع بعضهم البعض من جهة … وبدعم من إدارة المصنع من جهة أخري … إنهم يخللوا المدينة تتحول لواحة تملأها المحبة والأخوة… ولو على سبيل الذكر وليس الحصر أذكر الحاج سيد والحاج عبد الرحمن سليمان والأستاذ محمود قطب.. والحاج أحمد الصياد والحاج توفيق والحاج صادق والحاج عبد الرحمن المهدي والحاج جمال زرار والحاج حسن إسماعيل ومدام سعاد والحاج إسماعيل الكاشف والمهندس حسنى مسعود.. وآخرين كثير قوي.. وكان على رأس الفريق شخصية قيادية جميله كان متفاني في خدمة المدينة وهو الحاج أيوب إسماعيل….
ومرت السنين……
رئيس مجلس الإدارة
وابتدا يطلع حوالين المدينة مجتمعات بعضها عشوائي وبعضها غير منظم في مناطق زي حكر التبين والعديد من العزب المحيطة بالمدينة… ولكن كان فيها الكثير والكثير ممن هم تحت خط الفقر ويحتاجون لأبسط مقومات المعيشة الإنسانية…. وطبعا لم يكن لأبطال المدينة أن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذه المشكلات…
وفي نهاية السبعينات …. قام الحاج أيوب إسماعيل ومعه فريق من الرواد الأوائل بتحويل الرابطة الي جمعية خيرية غير هادفة للربح وتم إشهارها في وزارة التضامن عام 1977 تحت اسم “جمعية تنمية سكان مدن الصلب” وتحت رقم 1537، وتهدف الجمعية منذ إنشائها الي توفير حياة كريمة لغير القادرين والعمل على تقديم الدعم والعون اللازم لذوي الحاجة والوقوف معهم للتغلب على الصعاب التي تواجههم في محنتهم، ونشر شعور الأمان المجتمعي مما يعظم روح الأخوة لديهم بأنهم ليسوا وحدهم وذلك من خلال توصيل أموال الزكاة لمستحقيها وصرفها في مصارفها الشرعية واستثمار الصدقات والتبرعات في أعمال ومشروعات تساعدهم على عبور الأزمات الحالية والوصول لوضع مستقبلي مستدام يمكنهم من الاعتماد على ذاتهم في إدارة حياتهم.
والآن وبعد ستين عاما مازالت الجمعية قائمة على أيدي مجموعة من الجيل الثاني يتبعون نفس المنهج ويسيرون على درب الرعيل الأول راجين من الله أن يتقبل صالح الأعمال…. والله الموفق